رئيس الوزراء الباكستاني يؤكّد أهمية التعاون الدولي في مواجهة ندرة المياه خلال قمة المياه الواحدة‎

0
231

إسلام آباد: 04 – ديسمبر 2024م (وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية)

أكّد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في كلمته خلال أعمال قمة المياه الواحدة المقامة في الرياض، أن التحديات المتعلقة بالمياه تعد واحدة من أبرز القضايا المُلحّة التي تواجه البشرية في العصر الحالي، مشددًا على أهمية العمل الدولي المشترك للتعامل مع هذه الأزمة التي تهدد التنمية المستدامة وأمن الغذاء والاستقرار البيئي، وأوضح رئيس الوزراء شهباز شريف أن المياه تُعد من اللبنات الأساسية للتنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة، مشيرًا إلى أن ندرة المياه وتلوثها يمثلان تهديدًا كبيرًا يواجهه أكثر من نصف سكان العالم الذين يعانون من نقص المياه النظيفة أو يفتقرون إلى مياه شرب آمنة، في حين تتعرض موارد المياه للاستنزاف بشكل كبير، مما يسبب دمارًا غير مسبوق ويهدد مستقبل الأجيال القادمة، وقال شهباز شريف إن باكستان ليست بمنأى عن هذه التحديات، حيث تواجه البلاد مشاكل متزايدة نتيجة التغير المناخي والنمو السكاني، مما يؤثر على مواردها المائية، خاصةً الأنهار الجليدية والأنهار الطبيعية، مستشهدًا بالفيضانات الكارثية التي ضربت البلاد في عام 2022 وألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية المائية، وقطاع الري، وحياة ملايين الأشخاص، ومشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الجفاف يمثل تهديدًا كبيرًا، حيث تعاني 70% من أراضي باكستان من التصحر، ويتأثر نحو 30% من السكان بشكل مباشر بموجات الجفاف، وأكد أن هذه التحديات تضع باكستان بين الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ على مستوى العالم، مما يجعل الحاجة إلى تعاون دولي لمعالجة هذه المشكلات أكثر إلحاحًا، كما شدد رئيس الوزراء الباكستاني على أن ندرة المياه والجفاف هما مشكلتان عابرتان للحدود، وتتطلبان تعاونًا دوليًا لضمان الاستدامة وحفظ الموارد المائية، لافتًا النظر إلى أهمية معاهدة المياه الدولية التي تنظم إدارة الأحواض المائية المشتركة بصفتها وسيلة فعالة لضمان السلام والاستقرار الإقليمي، وأوضح أن بلاده تبذل جهودًا كبيرة لتطوير إستراتيجيات وطنية للتخفيف من آثار الجفاف، مع التركيز على تحديد المناطق الأكثر تضررًا ووضع خطط استجابة فعالة، مؤكّدًا أن باكستان تولي أهمية خاصة لتعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمعالجة القضايا المتعلقة بالمياه، وقدّم مجموعة من الخطوات لمعالجة أزمة المياه على المستوى العالمي، تضمنت تعزيز التعاون الدولي، لضمان وفرة واستدامة المياه والصرف الصحي للجميع، بما يتماشى مع الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، وتوفير الخبرات والتقنيات لدعم إدارة المياه بشكل أكثر فعالية وجعلها أولوية دولية، وتوفير التمويل الملائم لتطوير البنية التحتية المناخية وسد فجوة التمويل، خاصةً في الدول الأكثر تعرضًا للجفاف وندرة المياه، وكذلك تعزيز الشفافية وتبادل البيانات لبناء إطار تعاوني يساعد في منع النزاعات المائية ويعزز الشراكات الإقليمية، والاستثمار في البحث والتطوير لدعم المؤسسات والمنظمات المعنية بإدارة المياه على المستويين الوطني والدولي، إضافةً إلى القيادة الدولية والإرادة السياسية للتعامل مع أزمة المياه بشكل حاسم، وأشاد رئيس الوزراء شهباز شريف بالقيادة السعودية معربًا عن امتنانه لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن على إنشاء المنظمة الدولية للمياه، ومعلنًا انضمام باكستان إلى هذه المبادرة بصفتها دولة مؤسسة، مؤكدًا استعداد بلاده لدعم المنظمة لتحقيق أهدافها، وأكّد على ضرورة أن يعمل الجميع لضمان مستقبل مشرق ومستدام لموارد المياه، حيث لا تصبح هذه الأنهار مجرد ذكرى تروى، بل واقعًا حيًا يخدم البشرية.