إسلام آباد: 25 – أغسطس 2025م (وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية)
شارك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني اسحاق دار اليوم في الاجتماع الوزاري الاستثنائي الواحد والعشرين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني المنعقد بمقر المنظمة في جدة بالمملكة العربية السعودية، وألقى فيه كلمة جدد فيها إدانة باكستان الشديدة للتصريحات التصعيدية والخطيرة لإسرائيل بشأن الأراضي الفلسطينية، وصرح أن إعلان إسرائيل عن خطتها لبسط السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة وتلميح رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إنشاء “إسرائيل الكبرى” تكشف العقلية الإسرائيلية التوسعية، ودعا وزير الخارجية اسحاق دار إلى الوقف الفوري والفعال لإطلاق النار وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وإنهاء التهجير القسري وتوسيع المستوطنات غير القانونية وضم الأراضي الفلسطينية، ومحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب وجرائمها ضد الإنسانية وتطبيق القوانين الدولية والإنسانية، وقال أن هذا الاجتماع ينعقد في الوقت الذي تشهد فيه غزة الانتهاكات المنهجية والمتعمدة والمدورسة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي وأحكام محكمة العدل الدولية، وأضاف أن غزة أصبحت مقبرة للأرواح البريئة وكذلك للقانون الدولي، حيث أسفر العدوان الإسرائيلي الوحشي عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني معظمهم أطفال و نساء، وذكر أن استهداف المستشفيات والمدارس ومنشآت الأمم المتحدة وقوافل المساعدات ومخيمات اللاجئين لم يكن عشوائيًا، بل أنها أعمال عقاب جماعي متعمدة، وأشار إلى أن غزة تعيش كارثة إنسانية شاملة وهي تتعرض لقصف عشوائي وحصار كامل وتجويع متعمد في حين يتصاعد العنف والتهجير في الضفة الغربية والقدس، وقال وزير الخارجية اسحاق دار أن إسرائيل تستمر في الانتهاكات للقانون الدولي وإطلاق التصريحات الاستفزازية وغير المبررة التي من شأنها تفاقم الوضع الإنساني الخطير والمعاناة المدنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتقويض الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وأوضح أن باكستان انضمت إلى البيان الصادر عن اللجنة الوزارية العربية الإسلامية إلى جانب الدول الأخرى للتعبير عن الإدانة القوية والرفض القاطع للإعلان الإسرائيلي، واصفة إياه بأنه تصعيد غير مقبول ومحاولة صارخة لترسيخ الاحتلال غير القانوني بالقوة، وأكد أن باكستان تدعم وتشارك بشكل كامل في البيان الصادر عن 31 دولة عربية وإسلامية إلى جانب الأمناء العامين لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي الذي أدان تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الفاضحة إلى رؤية ما يسمى “إسرائيل الكبرى” باعتبارها تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي وسيادة الدول والسلام والأمن الإقليمي والدولي، وجدد وقوف باكستان الكامل مع الدول العربية الشقيقة في حماية سيادتها ضد أي تهديدات لاستقلالها وسلامة أراضيها، وأعرب عن تقدير باكستان لجميع الدول والأطراف التي تلعب دورًا في تعزيز السلام في غزة، مؤكداً أن مساهماتهم المستمرة ودعمهم الثابت يظلان ضروريين من أجل تحقيق الاستقرار والعدالة للشعب الفلسطيني، وقال أن باكستان ترحب بالزخم الدولي المتزايد الداعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، داعيًا الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك في أقرب وقت ممكن، وكرر وزير الخارجية الباكستاني مطالبة بلاده إلى اتخاذ الخطوات التالية العاجلة والأساسية، أولاً: وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة مع التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2735، ثانياً: وصول إنساني آمن ومستمر وغير مقيد لجميع المدنيين المحتاجين وحماية العاملين في مجال الإغاثة والفرق الطبية وموظفي الأمم المتحدة، ثالثاً: دعم دولي متجدد وقوي لوكالة الأونروا التي لا تزال ضرورية لبقاء ملايين الفلسطينيين، ويجب أن تلعب الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي دورًا نشطًا في هذا الشأن، رابعاً: إنهاء التهجير القسري وتوسيع المستوطنات غير القانونية وضم الأراضي الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، خامساً: تنفيذ خطة إعادة إعمار غزة التي تقودها الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والتي تعد إطارًا مهمًا للتعافي ما بعد الصراع والتنمية المستدامة واستعادة كرامة الشعب الفلسطيني، سادساً: إحياء عملية سياسية حقيقية ومحددة زمنياً لتحقيق حل الدولتين العادل والشامل والدائم وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ذات الصلة، سابعاً: محاسبة إسرائيل عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ولا يجب السماح لإسرائيل بالتصرف بإفلات من العقاب في تحدٍ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وتدابير محكمة العدل الدولية، ويجب على منظمة التعاون الإسلامي أن تقود آليات لتحقيق العدالة وإنهاء ثقافة الإفلات من العقاب، وأكد اسحاق دار أن أي تدنيس للمسجد الأقصى هو استفزاز، أن اقتحامات المسؤولين الإسرائيليين للقدس الشريف هي اعتداء متعمد على المجتمعات المسلمة وانتهاك صارخ للقانون الدولي، ويجب على منظمة التعاون الإسلامي أن تظل يقظة وحذر وموحدة في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من أي محاولات لتغيير الوضع القائم من جانب واحد، وشدد أن المسؤولية الأساسية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين تقع على عاتق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وحث مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات على إسرائيل، وقال أن باكستان ستواصل العمل مع منظمة التعاون الإسلامي وشركاء العرب لحشد الدعم العالمي لحق الفلسطينيين في تقرير المصير والعدالة والسلام.