إسلام آباد: 22 – سبتمبر 2023م (وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية)
دعا رئيس الوزراء الباكستاني المؤقت أنوار الحق كاكر مجلس الأمن الدولي إلى ضمان تنفيذ قراراته بشأن قضية جامو وكشمير والتي تُعد لب الصراع بين باكستان والهند مضيفاً بأن الهند تهرب من تنفيذ قرارات مجلس الأمن والتي تمنح الشعب الكشميري حق الاستفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة. جاءت تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني المؤقت أنوار الحق كاكر في خطابه أمام الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الجمعة، وركز رئيس الوزراء خلال هذا الخطاب على مجموعة من القضايا، بما في ذلك الهجمات الإرهابية عبر الحدود ضد باكستان من قبل حركة طالبان باكستان التي تتخذ من أفغانستان مقراً لها، قضية فلسطين، خطط الهندوتفا التوسعية للحكومة الهندية، الإسلاموفوبيا، الأزمات الاقتصادية العالمية الناجمة عن جائحة كورونا، تغير المناخ، أهداف التنمية المستدامة، جهود باكستان للتعافي من تحدياتها الاقتصادية، وإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأضاف كاكر بأن التنمية تعتمد على السلام لأجل ذلك ترغب بلاده علاقات سلمية ومثمرة مع جميع جيراننا بما فيها ذلك الهند مضيفاً بأن الحكومة الهندية قامت بفرض إغلاق وحظر التجوال منذ 5 أغسطس 2019 في منطقة جامو وكشمير المحتلة هندياً بوجود 900 ألف جندي وسجنت جميع قادة كشمير، وقمعت الاحتجاجات السلمية بعنف؛ وقتلت الكشميريين الأبرياء في عمليات قتل خارج نطاق القضاء، وفرضت عقوبات جماعية، ودمرت قرى بأكملها بالإضافة إلى ذلك منعت نيودلهي الوصول إلى كشمير المحتلة التي طالبت بها المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. وبهذا الصدد دعا رئيس الوزراء الباكستاني إلى تعزيز فريق مراقبي الأمم المتحدة العسكريين للهند وباكستان مشدداً على أنه يجب على القوى العالمية إقناع الهند بقبول عرض باكستان بضبط النفس المتبادل بشأن الأسلحة الاستراتيجية والتقليدية.
وفيما يتعلق بأفغانستان دعا كاكر المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم المساعدة الإنسانية إلى السكان الأفغان فضلاً عن إنعاش الاقتصاد الأفغاني وتنفيذ مشاريع الربط مع آسيا الوسطى مشيراً إلى أن باكستان تدين الهجمات الإرهابية عبر الحدود ضد باكستان من قبل حركة طالبان باكستان وداعش والجماعات الأخرى التي تعمل من أفغانستان مضيفاً بأن الحكومة الباكستانية سعت للحصول على دعم كابل وتعاونها لمنع هذه الهجمات كما تتخذ أيضاً التدابير اللازمة لإنهاء هذا الإرهاب الذي يشجعه الخارج.
وحول انتعاش الاقتصادي أطلع أنوار الحق كاكر المجتمع الدولي على أن الحكومة الباكستانية ملتزمة بالانتعاش الاقتصادي السريع وتحقيق الاستقرار في احتياطياتها من النقد الأجنبي وعملتها بالإضافة إلى توسيع الإيرادات المحلية. وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة الباكستانية تعطي الأولوية لجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الاقتصادية الرئيسية في إطار آلية المجلس الخاص لتسهيل الاستثمار حيث أن الحكومة تركز على خلق البيئة المواتية للتجارة والاستثمار في البلا ذاكراً أن المجلس الخاص لتسهيل الاستثمار يركز على الزراعة والمعادن وتكنولوجيا المعلومات، وحث الشركات الأمريكية على التركيز على هذه القطاعات في بلاده. مشيراً إلى أنه تم بدء المرحلة الثانية من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني والتي تشمل على مشاريع السكك الحديدية والبنية التحتية والتصنيع.
وحول تغير المناخ قال رئيس الوزراء كاكر بأن باكستان تتطلع أيضاً إلى الوفاء بالتزامات تغير المناخ التي تعهد بها العالم المتقدم في قمة تغير المناخ (COP28) لتوفير أكثر من 100 مليار دولار من التمويل السنوي للمناخ. مشيراً إلى أن باكستان هي واحدة من أكثر الدول تضرراً من تغير المناخ ، مضيفاً بأن الفيضانات المدمرة في الصيف الماضي غمرت ثلث البلاد وقتلت 1700 وشردت أكثر من 8 ملايين شخص بالإضافة إلى ذلك دمرت البنية التحتية وتسببت في أضرار بأكثر من 30 مليار دولار لاقتصاد البلاد.
وحول تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران قال كاكر بأن بلاده ترحب بتطبيع العلاقات السعودية الإيرانية، لكنها تعرب عن استيائها من المأساة المستمرة في فلسطين مع الغارات العسكرية الإسرائيلية والغارات الجوية وتوسيع المستوطنات وإخلاء الفلسطينيين. وحث المجتمع الدولي على التزام بمسؤولياته لوقف الفظائع والأعمال الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، وجدد مطالبة باكستان بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وحول الإرهاب والتطرف دعا رئيس الحكومة الباكستانية إلى مكافحة جميع الإرهابيين دون تمييز، بما في ذلك التهديد المتزايد الذي تشكله الجماعات اليمينية المتطرفة والفاشية، مثل المتطرفين الذين يستلهمون أفكار هندوتفا الذين يهددون بالإبادة الجماعية ضد المسلمين والمسيحيين في الهند. مضيفاً بأن العالم ايضاً بحاجة لمعارضة “إرهاب الدولة” معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب بما فيها الفقر والظلم والاحتلال الأجنبي؛ والتمييز بين النضال الحقيقي من أجل الحرية والإرهاب.
وحول قضية الإسلاموفوبيا دعا كاكر قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا موضحاً بأن النمط الأخير للإرهاب الداخلي في الدول الغربية يتطلب تركيزاً متزايداً مشيراً إلى أن هذا العمل الإرهابي كشف عن تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الغربية وحث المجتمع الدولي على بذل الجهود المشتركة في هذا الصدد، وصف رئيس الوزراء الباكستاني اعتماد الأمم المتحدة قراراً تاريخياً بإعلان يوم 15 مارس يوماً عالمياً لمكافحة الإسلاموفوبيا بنجاح كبير.
وحول إصلاح في مجلس الأمن الدولي قال رئيس الوزراء الباكستاني بأن باكستان لا تؤمن بالنخبوية داخل المجتمع الدولي مشيراً إلى أن بلاده تعتقد أن إضافة أعضاء دائمين إضافيين إلى مجلس الأمن من شأنه أن يزيد من تآكل مصداقيته وشرعيته.