إسلام آباد: 10 – أبريل 2025م (وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية)
أعلنت هيئة التراث السعودية توصل دراستها العلمية المعنية بالسجل الدقيق للمناخ القديم على أرض المملكة العربية السعودية، من خلال تحليل 22 متكوناً كهفياً تعرف محلياً بـ«دحول الصمّان»، إلى أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة، وأوضح المدير العام لقطاع الآثار بالهيئة الدكتور عجب العتيبي، في مؤتمر صحفي عقد أمس بمقر الهيئة بالرياض، أن الدراسة كشفت أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يُعد أيضاً من أطول السجلات المناخية بالعالم، إذ يغطي فترة زمنية طويلة جداً تبلغ 8 ملايين سنة، وبين أن نتائج الدراسة أبرزت أهمية الجزيرة العربية بصفتها منطقة تقاطع حيوي لانتشار الكائنات الحية بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، مما يسهم في فهم تاريخ التنوع البيولوجي للكائنات الحية وتنقلها بين القارات عبر الجزيرة العربية، مشيراً إلى أن هذه الدراسة تدعم نتائج التفسيرات حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور، ونشرت هيئة التراث مقالة علمية في مجلة “نيتشر” العلمية تحت عنوان “الحقب الرطبة المتكررة في شبه الجزيرة العربية خلال الـ8 ملايين سنة الماضية”، بالتعاون مع عدة جهات محلية ودولية تحت مظلة “مشروع الجزيرة العربية الخضراء”، الذي يهدف إلى استكشاف التاريخ الطبيعي والبيئي للمنطقة، وشارك في هذه الدراسة 30 باحثاً من 27 جهة مختلفة محلية ودولية، من أبرزها هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، وعدة جامعات ومراكز بحثية من دول مختلفة شملت ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكشفت الدراسة العلمية سجلاً دقيقاً للمناخ القديم على أرض المملكة، من خلال تحليل 22 متكوناً كهفياً تعرف علمياً بـ«الهوابط والصواعد»، استخرجت من 7 دحول تقع شمال شرق منطقة الرياض بالقرب من مركز شَوْية في محافظة رماح، وتعرف هذه الكهوف محلياً باسم “دحول الصمّان”، ويُشير هذا السجل إلى تعاقب مراحل رطبة متعددة أدت إلى جعل أراضي المملكة بيئة خصبة وصالحة للحياة، على عكس طبيعتها الجافة الحالية. ووفقاً للنتائج، كانت صحراء المملكة، التي تُعدُّ اليوم أحد أكبر الحواجز الجغرافية الجافة على وجه الأرض، حلقة وصل طبيعية للهجرات الحيوانية والبشرية بين القارات أفريقيا، وآسيا، وأوروبا.